
في ظل التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي اقترح فيها نقل سكان قطاع غزة إلى دول أخرى كجزء من خطة لـ”تطهير” المنطقة، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رفضها القاطع لهذه التصريحات، ووصفتها بأنها “دعوة للتطهير العرقي” ضد الشعب الفلسطيني، جاء ذلك في بيان صادر عن الحركة، أكدت فيه أن هذه الخطط لن تمر، وأن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن أرضه وحقه في تقرير مصيره.
تصريحات ترامب وخطة التهجير
في أواخر يناير 2025، طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة مثيرة للجدل تهدف إلى نقل سكان غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، واصفاً القطاع بأنه “مكان مدمر” يتطلب “تطهيراً” لإحلال السلام في المنطقة وذكر ترامب أن هذه الخطوة قد تكون “موقتة أو طويلة الأجل”، مشيراً إلى أن الفلسطينيين سيرحلون طوعاً إذا أتيحت لهم فرصة العيش في مكان أفضل.
لكن هذه التصريحات قوبلت بردود فعل غاضبة من قبل الفلسطينيين ودول عربية وإسلامية واعتبرت حركة حماس أن هذه الخطة جزء من سياسة إسرائيلية مدروسة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، ووصفتها بأنها “جريمة حرب” و”جريمة ضد الإنسانية”.
رفض حماس القاطع
أصدرت حركة حماس بياناً أدانت فيه تصريحات ترامب بأشد العبارات، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بتمرير أي مخططات تهدف إلى تهجيره من أرضه وأشار البيان إلى أن هذه التصريحات “عدائية” و”غير مسؤولة”، وتتناقض مع القوانين الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
كما دعت حماس المجتمع الدولي، بما في ذلك جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة، إلى اتخاذ موقف حازم ضد هذه الخطط الخطيرة وأكدت أن الشعب الفلسطيني وقواه الحية لن يسمحوا لأي دولة بفرض وصاية على أرضهم أو شعبهم.
تداعيات التصريحات على المنطقة
تصريحات ترامب أثارت موجة من الاستنكار في المنطقة والعالم فقد أدانت دول عربية مثل مصر والأردن والسعودية هذه الخطط، ووصفتها بأنها “دعوات عدوانية” تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية كما أكدت هذه الدول أن السلام الدائم لن يتحقق إلا من خلال حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على أراضي عام 1967.
من جهتها، وصفت منظمة “هيومن رايتس ووتش” تصريحات ترامب بأنها تشكل “تصعيداً خطيراً” للنزوح القسري والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين وأشارت إلى أن التهجير القسري يعتبر جريمة حرب إذا تم تنفيذه بقصد إجرامي، كما أنه قد يرتقي إلى جريمة ضد الإنسانية إذا كان جزءاً من سياسة دولة.

الوضع الإنساني في غزة
يعيش سكان قطاع غزة في ظروف إنسانية صعبة للغاية، حيث يعاني القطاع من تدمير واسع النطاق بسبب الحروب المتتالية وأشارت تقارير إلى أن السلطات الإسرائيلية تسببت في تهجير قسري جماعي للمدنيين الفلسطينيين، مع حرمانهم من الغذاء والماء والاحتياجات الأساسية، مما يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.
في هذا السياق، أكدت حركة حماس أن الشعب الفلسطيني قادر على إعادة إعمار غزة، شريطة رفع الحصار عن المنطقة، ورفضت أي مقترحات تهدف إلى تهجير السكان، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني سيبقى صامداً في أرضه.
تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير سكان غزة أثارت موجة من الغضب والرفض في المنطقة والعالم واعتبرت حركة حماس هذه الخطط جزءاً من سياسة إسرائيلية مدروسة لتصفية القضية الفلسطينية، ووصفتها بأنها “دعوة للتطهير العرقي”، في المقابل، أكدت الحركة أن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن أرضه، وسيواصل نضاله من أجل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
في ظل هذه التطورات، يبقى على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته في حماية حقوق الشعب الفلسطيني، ووقف أي مخططات تهدف إلى تهجيره أو انتهاك حقوقه المشروعة.