
المعارضة السورية: الزحف نحو العاصمة
في تطور كبير في النزاع السوري المستمر منذ أكثر من عقد، تشهد سوريا مرحلة جديدة حيث بدأت المعارضة السورية بتطويق العاصمة دمشق، الخطوة الأخيرة تُعد من أهم المراحل في مساعي المعارضة لإسقاط النظام، مما يُظهر تحولًا استراتيجيًا في النزاع.
أهمية دمشق في الصراع السوري
تعتبر دمشق القلب السياسي والاقتصادي لسوريا، وتمثل السيطرة عليها نقطة حاسمة لأي طرف في النزاع، وجود معظم مؤسسات الحكومة والمقرات الأمنية يجعلها الهدف الرئيسي للمعارضة السورية، منذ بداية الأزمة، تمكن النظام من الحفاظ على سيطرته على العاصمة، لكن تطويقها اليوم يعكس تحولًا نوعيًا في مسار الصراع.
المعارضة السورية تدرك أن النجاح في دمشق لا يقتصر على السيطرة العسكرية فقط، بل يمتد ليشمل كسب الدعم الشعبي في الأحياء التي عانت من القصف ونقص الخدمات لسنوات، تظهر التطورات الأخيرة استراتيجية جديدة تعتمد على إحكام الحصار وضرب خطوط الإمداد الرئيسية للنظام، مما يزيد الضغط على القوات الحكومية ويضعها في موقف دفاعي صعب،
دمشق ليست مجرد مدينة، بل رمز لصمود النظام لذلك، فإن أي تقدم للمعارضة نحو العاصمة سيُترجم إلى مكاسب سياسية كبيرة على الصعيدين المحلي والدولي ومع تزايد الدعم الدولي للمعارضة، يبدو أن المرحلة المقبلة قد تحمل تطورات حاسمة.

ردود الفعل الدولية
موقف الدول الداعمة للمعارضة
المجتمع الدولي يراقب عن كثب التطورات، الولايات المتحدة ودول أخرى دعمت المعارضة سياسيًا ولوجستيًا، في حين أشار مسؤولون إلى أهمية انسحاب القوات الإيرانية لتحييد حزب الله.
روسيا: الموقف المعقد
روسيا، الداعم الرئيسي للنظام السوري، تجد نفسها في موقف صعب مع تراجع قدرات النظام على الأرض، مما يعقد جهودها للحفاظ على استقرار النظام.
الأوضاع الإنسانية
الأزمة في دمشق
تفاقمت الأزمة الإنسانية في دمشق بشكل كبير، حيث شهدت الأسواق ارتفاعًا جنونيًا في أسعار السلع الأساسية، مع نقص حاد في المواد الغذائية والازدحام الشديد على الأفران.
النزوح الجديد
التصعيد العسكري أدى إلى نزوح عدد كبير من العائلات من المناطق المتأثرة بالقصف والمعارك.
استمرار الثوار في التقدم بحمص pic.twitter.com/U0SX1qDG9f
— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) December 7, 2024
المرحلة المقبلة: ماذا بعد تطويق دمشق؟
مع تزايد الضغط على النظام، تثار تساؤلات حول قدرة المعارضة على اقتحام العاصمة وإسقاط النظام، البعض يرى أن الدعم الدولي سيكون العامل الحاسم في تحقيق ذلك.
الغوطة الشرقية: الجبهة الصامتة
تعد الغوطة الشرقية واحدة من أكثر المناطق المتأثرة بالنزاع في السنوات الماضية، كانت هذه المنطقة معقلًا رئيسيًا للمعارضة السورية، لكنها شهدت واحدة من أعنف حملات الحصار والقصف من قبل النظام، اليوم، ومع بدء المعارضة عملياتها حول دمشق، تعود الغوطة إلى الواجهة كجبهة استراتيجية.
تحركات المعارضة الأخيرة تشير إلى رغبتها في إعادة فتح خطوط اتصال مع الغوطة، السيطرة على هذه المنطقة تعني استعادة موقع حيوي يتيح للمعارضة تنفيذ هجمات مباشرة على العاصمة، ويمنحها فرصة لتوسيع نفوذها من جهة أخرى، لا تزال آثار الحرب واضحة في الغوطة، الأحياء المدمرة والنقص الكبير في الخدمات يسلط الضوء على التحديات الإنسانية التي تواجهها المنطقة، إعادة إعمار الغوطة قد تكون خطوة استراتيجية تُظهر المعارضة بمظهر الحامي الحقيقي للسكان، مما يعزز شعبيتها في مواجهة النظام.
المفاوضات المحتملة
التصعيد قد يدفع الأطراف الدولية إلى تسريع المفاوضات لتحقيق انتقال سياسي، يُذكر أن المبعوث الأممي بيدرسن أعرب عن نيته إعلان مفاوضات مباشرة بين دول أستانا.
سيناريوهات المستقبل: الحلول الممكنة
مع تصاعد التوتر حول دمشق، تبرز عدة سيناريوهات لمستقبل النزاع السوري، السيناريو الأول يتمثل في استمرار التصعيد العسكري، وهو خيار يزيد من معاناة المدنيين ويعمق الأزمة الإنسانية، المعارضة قد تحاول حسم الأمور سريعًا من خلال اقتحام العاصمة، لكن هذا الخيار يتطلب دعمًا دوليًا قويًا لضمان استمراريته.
السيناريو الثاني يعتمد على الضغط الدولي لإجبار النظام والمعارضة على الجلوس على طاولة المفاوضات مع اقتراب المعارضة من دمشق، يزداد احتمال التفاوض على اتفاق سياسي يفضي إلى انتقال السلطة، خاصة مع ضعف سيطرة النظام على المناطق المحيطة بالعاصمة.
أما السيناريو الثالث، فهو استمرار الوضع الحالي دون تقدم ملحوظ لأي طرف، في هذا السيناريو، ستبقى دمشق منطقة نزاع طويل الأمد، مما يزيد من تعقيد المشهد ويطيل من أمد الأزمة.
إيران وحزب الله: عوامل جديدة في المشهد
انسحاب القوات الإيرانية من سوريا قد يُضعف النفوذ الإيراني ويحد من قدرات حزب الله، يرى محللون أن هذه التطورات قد تغير من معادلة الصراع لصالح المعارضة.
تأثير الانسحاب على الحلفاء المحليين
مع تقليل الدعم العسكري الإيراني، تجد الجماعات المحلية الداعمة للنظام صعوبة في الحفاظ على مواقعها، مما قد يزيد من تفكك جبهات النظام.
الأوضاع الاقتصادية المتدهورة
تضخم غير مسبوق
الاقتصاد السوري يواجه انهيارًا غير مسبوق، مع تسجيل الليرة السورية أدنى مستوياتها مقابل الدولار، مما يفاقم معاناة المواطنين.
تأثير النزاع على الأعمال
يعاني التجار من خسائر ضخمة بسبب التراجع في القوة الشرائية، في المقابل، الأسواق تشهد ركودًا في مبيعات المواد غير الأساسية.

القوى العالمية والتدخلات السياسية
اجتماعات أستانا المقبلة
تزداد أهمية الاجتماعات الدولية، حيث تسعى الأطراف إلى تحقيق توافق سياسي يفضي إلى حل شامل.
مستقبل الدعم الروسي للنظام
التزام روسيا بالدفاع عن النظام يُواجه تحديات اقتصادية وسياسية متزايدة، مما قد يدفعها لتعديل استراتيجيتها.
المدنيون بين المطرقة والسندان
العيش تحت القصف
التصعيد الأخير أجبر المدنيين على التعايش مع انعدام الأمان، مع ارتفاع عدد الضحايا بسبب القصف المكثف على المناطق السكنية.
تحديات الإغاثة
فرق الإغاثة تواجه صعوبة كبيرة في الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب الحصار المستمر.
سوريا اليوم تواجه مفترق طرق حاسمًا، مع تصاعد القتال بين المعارضة والنظام في معركة قد تكون نقطة تحول للصراع. مراقبة الأيام القادمة ستكشف مصير العاصمة وأثره على البلاد ككل.




