الثقافة والفن

صور أم كلثوم – منى الشاذلي تكشف حقيقة شخصية كوكب الشرق

في عالم الفن والثقافة، تظل أم كلثوم أيقونة لا تنسى، ليس فقط لفنها العظيم، ولكن لدورها الرائد في كسر الحواجز الطبقية والاجتماعية، مؤخرًا، أثارت صورة تظهر أم كلثوم في أيامها الأخيرة قبل وفاتها جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، مما دفع الإعلامية المصرية منى الشاذلي للدفاع عنها ووصفها بأنها “فيمينست درجة أولى”، في هذا المقال، سنتناول تفاصيل هذا الجدل، وقصة صعود أم كلثوم، وكيف أصبحت نموذجًا للمرأة القوية التي تحدت الصعوبات وحققت النجاح بجدارة.

أم كلثوم: من الفلاحين إلى قمة الفن

بدأت أم كلثوم حياتها في قرية طماي الزهايرة بمحافظة الدقهلية في مصر، حيث نشأت في عائلة فلاحية بسيطة، على الرغم من الظروف الصعبة التي واجهتها، لم تمنعها تلك التحديات من السعي وراء حلمها، بدأت مسيرتها الفنية بالغناء في الأفراح والمناسبات المحلية، حيث كانت تسعى لكسب قرش إضافي لدعم أسرتها.

بفضل موهبتها الاستثنائية وقوة إرادتها، تمكنت من الانتقال من الغناء في القرى إلى مسارح القاهرة، لتصبح لاحقًا أيقونة فنية عرفت باسم “كوكب الشرق“، لم يكن صعودها سهلاً، فقد واجهت تحديات اجتماعية وثقافية، لكنها استطاعت كسر الحواجز الطبقية بفضل إصرارها وتميزها، أم كلثوم لم تكن مجرد فنانة، بل كانت رمزًا للطموح والإرادة، حيث أثبتت أن النجاح لا يعرف حدودًا طالما كان هناك إصرار وعمل جاد، قصة حياتها تظل مصدر إلهام للكثيرين، خاصةً لمن يسعون لتحقيق أحلامهم رغم الصعوبات.

أم كلثوم في حفل للملك فاروق الأول ملك مصر (1946)

كسر الحواجز الطبقية

أكدت منى الشاذلي أن أم كلثوم كسرت العديد من الحواجز الطبقية في مجتمعها، حيث انتقلت من فتاة قادمة من أصول فلاحية بسيطة إلى سيدة تحظى باحترام الملوك والأمراء والأغنياء، قالت الشاذلي: “البنت اللي جايا من الفلاحين وبتغني طول الليل عشان تاخد قرش صاغ.. تبقى ست الهوانم والملوك والأمراء والسادة وأغنى الأغنياء ينحنوا أمامها ويقبلوا أيديها”.

لم يكن صعود أم كلثوم سهلاً، فقد واجهت تحديات كبيرة بسبب خلفيتها الاجتماعية المتواضعة ومع ذلك، استطاعت بفضل موهبتها الفريدة وإصرارها أن تثبت نفسها في عالم الفن، الذي كان يسيطر عليه آنذاك نخبة من الفنانين ذوي الأصول الأرستقراطية، لم تكتفِ أم كلثوم بتحقيق النجاح الفني فقط، بل أصبحت رمزًا للقوة والأنوثة، حيث استطاعت أن تكسر الصورة النمطية عن المرأة في مجتمعها.

أم كلثوم لم تكن مجرد فنانة، بل كانت ظاهرة اجتماعية غيرت نظرة المجتمع إلى المرأة القادمة من خلفيات بسيطة، لقد أثبتت أن الموهبة والإصرار يمكن أن يفتحا أبوابًا كانت مغلقة أمام الكثيرين، بفضل قوتها الشخصية وثقتها بنفسها، تمكنت من أن تصبح أيقونة ليس فقط في الفن، ولكن أيضًا في كسر الحواجز الطبقية والاجتماعية، مما جعلها تستحق لقب “فيمينست درجة أولى” بجدارة.

فيمينست من الدرجة الأولى

وصفت منى الشاذلي أم كلثوم بأنها “فيمينست درجة أولى“، مؤكدة أنها لم تعتمد على الإغراء أو المال أو أي دعم خارجي لتحقيق نجاحها، بل اعتمدت على موهبتها وقوتها الشخصية، قالت الشاذلي: “في رأيي أن أم كلثوم فيمينست من الدرجة الأولى ولم تعتمد على إغراء أو إغواء أو مال أو ‘شوغر دادي’.. بينما قالت هأنا ذا”.

أناقة أم كلثوم: رمز للأنوثة القوية

لم تقتصر مكانة أم كلثوم على فنها وصوتها، بل امتدت إلى أناقتها وذوقها الرفيع، فقد لقبت بإحدى أكثر عشر سيدات أناقة في العالم العربي في الخمسينيات، كانت تشتري فساتينها من دور أزياء عالمية مثل “كريستيان ديور”، مما جعلها أيقونة للأناقة العربية.

الجدل حول الصورة الأخيرة

أثارت صورة تظهر أم كلثوم في أيامها الأخيرة قبل وفاتها غضبًا واستياء بين رواد التواصل الاجتماعي، حيث رأى البعض أنها تشكل إهانة لرمزية “كوكب الشرق”، دافعت منى الشاذلي عن أم كلثوم، مؤكدة أن هذه الصورة لا تنقص من قيمتها، بل تذكرنا بإنسانيتها وتضحياتها.

صورة لجنازة أم كلثوم العامة في شوارع القاهرة في 3 فبراير 1975

إرث أم كلثوم الخالد

رحلت أم كلثوم عن عالمنا في 3 فبراير 1975، تاركةً إرثًا فنيًا وثقافيًا لا ينسى ولا تزال حتى اليوم أيقونة للفن والأنوثة والقوة في العالم العربي، لقد كانت نموذجًا للمرأة التي تحدت الصعوبات ووصلت إلى القمة بجدارة، مما يجعلها تستحق لقب فيمينست درجة أولى، بصوتها العذب وأدائها المميز، استطاعت أن تلمس قلوب الملايين عبر الأجيال.

لم تكن أم كلثوم مجرد فنانة، بل كانت رمزًا للإصرار والتفاني، حيث كسرت الحواجز الطبقية والاجتماعية لتصبح أيقونة خالدة، إرثها لا يقتصر على الأغاني التي قدمتها، بل يمتد إلى دورها في تمكين المرأة وإثبات أن الإرادة والموهبة يمكن أن تقهر أي عقبة، أم كلثوم ستظل دائمًا مصدر إلهام لكل من يحلم بتحقيق المستحيل.

أم كلثوم لم تكن مجرد فنانة، بل كانت ظاهرة اجتماعية وثقافية كسرت الحواجز الطبقية وأصبحت رمزًا للمرأة القوية، دفاع منى الشاذلي عنها بعد تداول صورة مثيرة للجدل يؤكد مكانتها كأيقونة خالدة في قلوب الملايين، أم كلثوم ستظل دائمًا نموذجًا يحتذى به للمرأة التي تحقق ذاتها من خلال موهبتها وإصرارها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى