تقنية

المغرب ثاني أكثر دولة تستخدم chatgpt في العالم

في عالم يتسارع نحو التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، برز المغرب كواحد من أكثر الدول استخدامًا لتطبيق ChatGPT، حيث احتل المرتبة الثانية عالميًا بنسبة استخدام تصل إلى 38%، متقدمًا على دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين واليابان، هذه الإحصائية المذهلة، التي كشف عنها استطلاع أجرته مجموعة بوسطن للاستشارات عام 2023، تعكس التوجه المتسارع للمغرب نحو تبني التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي كأداة رئيسية في مختلف جوانب الحياة.

لماذا المغرب؟ الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة

1. الشباب والتوجه التكنولوجي

يتميز المغرب بتركيبة سكانية شابة، حيث يشكل الشباب نسبة كبيرة من السكان، هذه الفئة العمرية، التي تتمتع بدراية عالية بالتكنولوجيا، تميل بشكل طبيعي إلى تبني الأدوات الحديثة مثل ChatGPT وفقًا للاستطلاع، فإن الدول ذات المتوسط العمري الأصغر تميل إلى استخدام التطبيق بشكل أكبر، مما يفسر ارتفاع نسبة الاستخدام في المغرب.

2. التوجه الحكومي نحو الاقتصاد الرقمي

تعمل الحكومة المغربية على تعزيز الاقتصاد الرقمي من خلال الاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية وتشجيع الابتكار، تم دمج الذكاء الاصطناعي في العديد من القطاعات، بما في ذلك التعليم والخدمات العامة، مما ساهم في زيادة انتشار تطبيقات مثل ChatGPT.

3. سهولة الوصول والتكلفة المنخفضة

يتميز ChatGPT بسهولة استخدامه وتوافره على منصات متعددة، مما يجعله في متناول الجميع، بالإضافة إلى ذلك، فإن تكلفة الوصول إلى الإنترنت في المغرب تعد منخفضة نسبيًا مقارنة بدول أخرى، مما يسهل على المستخدمين التفاعل مع التطبيق بشكل يومي.

آثار استخدام ChatGPT في المغرب

1. تحسين التعليم والتدريب

أصبح ChatGPT أداة تعليمية مهمة في المغرب، حيث يستخدمه الطلاب والمعلمون للحصول على معلومات سريعة ودقيقة، كما يتم استخدامه في تدريب الشباب على مهارات الذكاء الاصطناعي، مما يسهم في إعداد جيل قادر على مواكبة التطورات التكنولوجية العالمية.

2. تعزيز الاقتصاد الرقمي

يسهم استخدام ChatGPT في تحسين الإنتاجية وزيادة الكفاءة في العديد من القطاعات، بما في ذلك الخدمات المالية والتسويق، هذا التوجه يعزز من تنافسية الاقتصاد المغربي على المستوى العالمي، حيث تصبح الشركات المحلية أكثر قدرة على المنافسة في الأسواق الدولية.

3. التحديات والانتقادات

على الرغم من الفوائد الكبيرة، إلا أن استخدام ChatGPT في المغرب لا يخلو من التحديات، تشير بعض الدراسات إلى أن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى زيادة عبء العمل على الموظفين، حيث يتطلب التحقق من دقة المعلومات المقدمة من التطبيق وقتًا إضافيًا.

مقارنة مع دول أخرى

الهند في الصدارة

تصدرت الهند قائمة أكثر الدول استخدامًا لـ ChatGPT بنسبة 45%، وذلك بسبب انتشار قطاع التكنولوجيا وارتفاع عدد العاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات ومع ذلك، فإن المغرب، الذي جاء في المرتبة الثانية، يعد نموذجًا ملهمًا للدول العربية الأخرى في تبني التكنولوجيا الحديثة.

الإمارات والسعودية

جاءت الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الثالثة بنسبة 34%، بينما حلت السعودية في المرتبة العشرين بنسبة 18%، هذه النتائج تعكس الاختلاف في مستوى التوجه التكنولوجي بين الدول العربية، حيث يبرز المغرب كقائد في هذا المجال.

مستقبل الذكاء الاصطناعي في المغرب

مع استمرار التقدم التكنولوجي، يتوقع أن يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا أكبر في تشكيل مستقبل المغرب، من خلال الاستثمار في التعليم والتدريب، وتعزيز البنية التحتية التكنولوجية، يمكن للمغرب أن يصبح مركزًا إقليميًا للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي ومع ذلك، فإن تحقيق هذا الهدف يتطلب مواجهة التحديات الحالية، مثل الفجوة الرقمية ونقص الوعي بالإمكانيات الكاملة لهذه التكنولوجيا.

صفحة DeepSeek تظهر على شاشة هاتف ذكي.

DeepSeek: المنافس الصيني لـ ChatGPT

في ظل التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ظهرت منصات جديدة تنافس ChatGPT، ومن أبرزها DeepSeek، وهي منصة صينية طورتها شركة “DeepSeek Artificial Intelligence Co”، تعتمد هذه المنصة على تقنيات متقدمة في معالجة اللغة الطبيعية، وتقدم خدمات مشابهة لـ ChatGPT، مثل توليد النصوص والإجابة على الأسئلة المعقدة، تم تصميم DeepSeek خصيصًا لتلبية احتياجات الأسواق الآسيوية، لكنها بدأت تجذب انتباه المستخدمين في مناطق أخرى، بما في ذلك الشرق الأوسط.

يأتي ظهور DeepSeek كمنافس قوي في سوق الذكاء الاصطناعي ليذكرنا بأهمية التنوع التكنولوجي والمنافسة في تحسين جودة الخدمات المقدمة، بالنسبة للمغرب، فإن وجود منصات مثل DeepSeek وChatGPT يفتح آفاقًا جديدة للتعلم والابتكار، حيث يمكن للشركات والمطورين المغاربة الاستفادة من هذه الأدوات لتطوير حلول محلية تلبي احتياجات السوق المغربي والعربي.

احتلال المغرب للمرتبة الثانية عالميًا في استخدام ChatGPT ليس مجرد إحصائية، بل هو انعكاس للتوجه المتسارع نحو التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، من خلال الاستفادة من هذه الأدوات، يمكن للمغرب أن يعزز من مكانته كقوة تكنولوجية ناشئة في المنطقة والعالم ومع ذلك، فإن تحقيق النجاح الكامل يتطلب مواصلة الجهود في التعليم والتدريب، ومواجهة التحديات التي تعترض طريق التقدم التكنولوجي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى