
يوافق اليوم الخميس الذكرى الـ12 لأبشع مجازر القرن الـ21، مجزرة الكيماوي التي ارتكبتها قوات نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، حين استهدفت المدنيين في الغوطة الشرقية ومعضمية الشام بريف دمشق باستخدام السلاح الكيميائي فجر 21 أغسطس/آب 2013، مرتكبة جريمة ستظل محفورة في الذاكرة السورية والعالمية.
في تلك الليلة الظلماء قُضي على أكثر من 1100 مدني بينهم نساء وأطفال اختنقوا بـغاز السارين السام وهم نائمون، كما أصيب نحو 6 آلاف آخرين بأعراض التسمم الكيميائي، بحسب ما وثقته الشبكة السورية لحقوق الإنسان، واستيقظ العالم حينها على واحدة من أبشع الجرائم بحق الإنسانية، بينما ظل المجتمع الدولي عاجزًا عن محاسبة المجرمين حتى اليوم.
ويحيي السوريون للمرة الأولى ذكرى المجزرة بدون حكم آل الأسد، وقد قال الدفاع المدني السوري في تدوينة: “تختنق الأنفاس وتعود الذكريات في كل عام مع الذكرى الـ12 لـمجزرة الكيماوي في غوطتي دمشق، أكبر مجزرة بالسلاح الكيميائي في القرن الـ21، ارتكبها نظام الأسد حيث اختنقت الأنفاس بـغاز السارين، وفقد أكثر من 1100 شخص أرواحهم دون دماء، وأصيب الآلاف بإصابات خطيرة.”
منذ الساعات الأولى للمجزرة وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الهجوم وأصدرت أول تقرير حقوقي عن هذه الحادثة المروعة، مشيرة إلى أن نحو 80% من مجمل ضحايا الأسلحة الكيميائية في سوريا قضوا في يوم واحد، وبينت في تقريرها أن قوات الأسد نفذت 4 هجمات كيميائية متزامنة على مناطق مأهولة في الغوطة الشرقية والغوطة الغربية، بما في ذلك معضمية الشام، مستخدمة ما لا يقل عن 10 صواريخ محملة بـغاز السارين بكمية إجمالية تُقدر بنحو 200 لتر.
وأوضحت أن قوات الأسد أطلقت الصواريخ من منصات مخصصة بعد منتصف الليل، مستغلة الظروف الجوية التي أبقت الغازات السامة قريبة من سطح الأرض، مما تسبب في سقوط أكبر عدد من الضحايا وهم نائمون، في دلالة على نية مبيتة لاستهداف المدنيين المطالبين بالتغيير السياسي.
وترافق الهجوم مع حصار خانق منذ نهاية عام 2012، منع دخول الوقود والدواء والمستلزمات الطبية لعلاج المصابين، ما فاقم الكارثة الإنسانية، وسجلت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 1144 شخصًا اختناقًا، أي ما يعادل 76% من إجمالي ضحايا الهجمات الكيميائية التي نفذها النظام منذ ديسمبر/كانون الأول 2012 وحتى مايو/أيار 2019.
وتوزعت حصيلة هذا الهجوم على النحو التالي: مقتل 1119 مدنيًا بينهم 99 طفلًا و194 سيدة، إضافة إلى 25 من مقاتلي المعارضة المسلحة، ما يثبت الاستهداف المباشر للمدنيين، كما أصيب نحو 5935 شخصًا أغلبهم من المدنيين بأعراض تنفسية وحالات اختناق نتيجة التعرض للغازات السامة.
ووفقًا للشبكة السورية لحقوق الإنسان فقد تم توثيق 222 هجومًا كيميائيًا في سوريا منذ أول استخدام للأسلحة الكيميائية في ديسمبر/كانون الأول 2012 وحتى ديسمبر/كانون الأول 2024، نفذ نحو 98% منها على يد قوات بشار الأسد.