
في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه سوريا بعد سنوات من الصراع، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن استعداد بلاده لدعم سوريا في مرحلة الانتقال السياسي والاقتصادي، جاء ذلك خلال مؤتمر باريس الدولي لدعم سوريا، الذي انعقد في 13 فبراير 2025، حيث أكد ماكرون على التزام فرنسا بمساعدة السلطات الانتقالية في تحقيق الاستقرار وإعادة بناء الدولة السورية، هذا الدعم يأتي في إطار جهود دولية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، مع التركيز على دمج الأكراد ومكافحة الإرهاب ورفع العقوبات الاقتصادية.
جهود فرنسا في دعم سوريا
1. دعم العملية الانتقالية
أكد ماكرون أن فرنسا ستساند العملية الانتقالية في سوريا لبناء دولة “حرة ذات سيادة”، تعكس التنوع العرقي والسياسي في البلاد، وأشار إلى أن هذا الدعم سيستمر على المدى الطويل، مع التركيز على تحقيق العدالة الانتقالية وتأمين المساعدات الإنسانية عبر الهيئات الدولية، كما أعلن عن استعداد فرنسا لتقديم الخبرات القانونية لصياغة دستور جديد يعكس تطلعات الشعب السوري.
2. دمج الأكراد في العملية السياسية
أكد ماكرون على أهمية دمج قوات سوريا الديمقراطية، التي تقودها الأكراد، في الجيش السوري الوطني، وأشار إلى أن هذه القوات لعبت دورًا محوريًا في هزيمة تنظيم داعش، ولا ينبغي التخلي عنها، كما دعا إلى إشراك الأكراد بشكل كامل في العملية الانتقالية، مما يعزز الأمن والاستقرار في سوريا.
3. مكافحة الإرهاب
شدد ماكرون على أن مكافحة الإرهاب تظل أولوية مطلقة، ودعا إلى تعاون دولي واسع لمواجهة الجماعات الإرهابية التي لا تزال نشطة في سوريا، وأكد أن فرنسا مستعدة لبذل المزيد من الجهود لدعم السلطات السورية في هذا المجال، مع التركيز على منع عودة الميليشيات الإيرانية التي تهدد استقرار المنطقة.

رفع العقوبات ودعم الاقتصاد السوري
1. رفع العقوبات الاقتصادية
أعلن ماكرون عن مساعي فرنسا لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، والتي أثرت سلبًا على الشعب السوري، وأكد أن رفع هذه العقوبات سيسهم في تدفق المساعدات الإنسانية وتعافي الاقتصاد السوري، كما دعا إلى فتح قنوات التعاون الاقتصادي مع المجتمع الدولي لتحقيق النمو والاستقرار.
2. دعم التعافي الاقتصادي
تعهد ماكرون بدعم سوريا في إعادة بناء اقتصادها، مع التركيز على تلبية الاحتياجات العاجلة للشعب السوري، وأشار إلى أن فرنسا ستساعد في تأمين المساعدات اللازمة عبر الهيئات الدولية، بما في ذلك دعم القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية.
العلاقات الفرنسية-السورية: خطوات نحو التعاون
1. زيارة الشرع إلى باريس
تلقى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع دعوة من ماكرون لزيارة فرنسا في الأسابيع المقبلة، وجاءت هذه الدعوة في إطار تعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه سوريا، وأكد ماكرون دعمه الكامل للعملية السياسية في سوريا، مع التركيز على وحدة البلاد واستقلالها.
2. دور فرنسا في المنطقة
أكد ماكرون أن أمن سوريا واستقرارها أساسيان لاستقرار المنطقة بأكملها، ودعا إلى تعاون دولي واسع لتحقيق السلام في سوريا، مع التركيز على دعم الشركاء الإقليميين مثل الأردن، الذي أكد بدوره دعمه لسوريا في بناء دولة حرة ومستقرة.

التحديات المستقبلية
1. التحديات الأمنية
لا تزال سوريا تواجه تحديات أمنية كبيرة، بما في ذلك نشاط الجماعات الإرهابية ووجود الميليشيات الإيرانية، وأكد ماكرون أن فرنسا ستواصل دعمها لسوريا في مواجهة هذه التهديدات، مع التركيز على تعزيز الأمن الإقليمي.
2. التحديات الاقتصادية
رغم الجهود الدولية، لا تزال العقوبات الاقتصادية تشكل عائقًا كبيرًا أمام تعافي سوريا، وأشار ماكرون إلى أن رفع هذه العقوبات سيتطلب تعاونًا دوليًا واسعًا، مع التركيز على تلبية احتياجات الشعب السوري.
مستقبل سوريا بين الأمل والتحديات
تظل سوريا في مفترق طرق، حيث تواجه تحديات كبيرة ولكنها تحمل أيضًا آمالًا كبيرة في تحقيق الاستقرار والتعافي، جهود فرنسا، بقيادة ماكرون، تمثل خطوة مهمة نحو دعم سوريا في هذه المرحلة الحرجة، مع التركيز على دمج الأكراد، مكافحة الإرهاب، ورفع العقوبات، يمكن لسوريا أن تخطو نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.




