
في خطوة تعكس موقفها الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، أعلنت مصر رفضها القاطع لمقترحات الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بشأن تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، هذا الموقف المصري الحازم يأتي تأكيدًا على التزام القاهرة بدعم حقوق الشعب الفلسطيني ورفض أي محاولات لتصفية قضيته العادلة.
موقف مصر الثابت من تهجير الفلسطينيين
منذ عقود، تتبنى مصر موقفًا ثابتًا يدعم حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أن تهجير الفلسطينيين من أراضيهم يُعد خطًا أحمر لا يمكن لمصر أن تقبل به تحت أي ظرف وأشار إلى أن مثل هذه المخططات تهدف بشكل أساسي إلى تصفية القضية الفلسطينية، وهو ما ترفضه القاهرة بشدة.
وفي تصريحاته، قال عبد العاطي: “الفلسطينيون لديهم أرضهم ووطنهم، ولا يمكن القبول تحت أي مسمى أن تجبرهم سلطة الاحتلال على مغادرة أراضيهم، ولا يمكن أن نسمح بذلك”، هذا التأكيد يعكس التزام مصر الثابت بدعم حقوق الفلسطينيين ورفض أي محاولات لتهجيرهم.

رفض مصر لمقترحات ترامب بتهجير الفلسطينيين
في عام 2025، اقترح الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، نقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن كحل للصراع المستمر في المنطقة، هذا الاقتراح قوبل برفض قاطع من قبل مصر والأردن، حيث اعتبرته الدولتان تهديدًا لاستقرارهما وأمنهما القومي.
الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أكد في تصريحات سابقة أن مصر ترفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، مشيرًا إلى أن هذا الأمر قد يؤدي إلى تحويل شبه الجزيرة إلى قاعدة لانطلاق الهجمات ضد إسرائيل، مما يهدد الأمن القومي المصري وقال السيسي: “دفع السكان المدنيين إلى اللجوء والهجرة إلى مصر… ما نقبلوش كلنا مش بس في مصر”.
المخاوف المصرية من تهجير الفلسطينيين إلى سيناء
تتخوف مصر من أن يؤدي تهجير الفلسطينيين إلى سيناء إلى تداعيات سلبية على الأمن القومي المصري، فبالإضافة إلى المخاطر الأمنية المحتملة، ترى القاهرة أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى تغيير ديموغرافي في المنطقة، وتؤثر سلبًا على التركيبة السكانية في سيناء.
كما أن مصر تخشى من أن يؤدي تهجير الفلسطينيين إلى أراضيها إلى تصفية القضية الفلسطينية، حيث قد يُنظر إلى هذا الأمر كحل نهائي للصراع، مما يضعف من فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية المصري أن “تهجير الفلسطينيين من أراضيهم هدفه الأساسي تصفية القضية الفلسطينية، ومصر لن تقبل أو تسمح بتصفية القضية الفلسطينية”.
الموقف الدولي من مقترحات تهجير الفلسطينيين
لم يقتصر الرفض على مصر والأردن فحسب، بل شمل أيضًا المجتمع الدولي، فقد أعربت العديد من الدول والمنظمات الدولية عن رفضها لمقترحات تهجير الفلسطينيين، معتبرة أن مثل هذه الخطوات تتعارض مع القانون الدولي وحقوق الإنسان.
وفي هذا السياق، أشار تقرير لصحيفة “ذا تايمز” البريطانية إلى أن مقترحات ترامب بتهجير الفلسطينيين وضعت حلفاء الفلسطينيين في موقف صعب، حيث يواجهون خيارًا صعبًا بين رفض المقترحات والمخاطرة باستقرار بلدانهم، أو قبولها والتخلي عن تطلعات الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.

التداعيات المحتملة لتهجير الفلسطينيين على المنطقة
قد يؤدي تهجير الفلسطينيين من أراضيهم إلى تداعيات خطيرة على المنطقة بأسرها، فبالإضافة إلى التأثيرات الإنسانية والاجتماعية على الفلسطينيين المهجرين، قد يؤدي هذا الأمر إلى زعزعة استقرار الدول المستقبلة لهم، وزيادة التوترات في المنطقة.
كما أن تهجير الفلسطينيين قد يؤدي إلى تقويض فرص السلام في المنطقة، حيث قد يُنظر إلى هذا الأمر كإجراء أحادي الجانب يهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض، مما يعيق جهود التوصل إلى حل سلمي عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
دعم مصر للحقوق الفلسطينية
تواصل مصر دعمها الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني، وتؤكد على ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يقوم على أساس إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي هذا السياق، تواصل القاهرة جهودها الدبلوماسية مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية، بهدف حشد الدعم للقضية الفلسطينية، والتأكيد على ضرورة احترام حقوق الشعب الفلسطيني، ورفض أي محاولات لتهجيره أو تصفية قضيته.
تعكس المواقف المصرية الرافضة لمقترحات تهجير الفلسطينيين التزام القاهرة الثابت بدعم حقوق الشعب الفلسطيني، ورفضها لأي محاولات تهدف إلى تصفية قضيته العادلة، هذا الموقف يعكس دور مصر المحوري في المنطقة، وحرصها على تحقيق الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، من خلال دعمها لحل الدولتين، ورفضها لأي إجراءات أحادية الجانب تهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض.