تقنية

إيلون ماسك يعيد إحياء فيلم “I, Robot” في العالم الواقعي

لم تعد فكرة الروبوتات الذكية القادرة على التفاعل مع البشر وتحقيق إنجازات خارقة مجرد خيال علمي في أفلام هوليوود. فالملياردير المبتكر إيلون ماسك يعكف على جعل هذا المستقبل حقيقة واقعة من خلال مشروعه الطموح لتطوير الروبوتات الذكية، في محاولة لإحياء فكرة فيلم الخيال العلمي الشهير “I, Robot” الذي صدر عام 2004. في الفيلم، تتعامل البشرية مع روبوتات متقدمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وهو ما يبدو أن ماسك يسعى إلى تحقيقه في الواقع.

“تسلا بوت”.. أول خطوة نحو المستقبل

في عام 2021، أعلن ماسك عن مشروع “تسلا بوت” (Tesla Bot)، وهو روبوت آلي بشري الشكل مدعوم بالذكاء الاصطناعي، مصمم لأداء المهام الروتينية مثل التسوق أو الأعمال المنزلية، وكذلك المهام الصناعية. يهدف الروبوت إلى العمل ضمن بيئة البشر والتفاعل معهم بشكل طبيعي وآمن، مما يفتح الباب أمام التطبيقات المستقبلية التي كانت تعتبر خيالية.

يتميز “تسلا بوت” بقدرته على التعرف على الأصوات، والرد على الأوامر، والتعلم المستمر من خلال الذكاء الاصطناعي، بما يجعله قادرًا على التعامل مع مجموعة واسعة من المهام.

الذكاء الاصطناعي المتطور والتحكم الآمن

يعتمد “تسلا بوت” على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتطورة المستخدمة في سيارات تسلا ذاتية القيادة، مما يسمح له بالتعرف على محيطه واتخاذ قرارات ذكية أثناء أداء المهام. ويعكف ماسك وفريقه على تطوير تقنيات جديدة تضمن بقاء هذه الروبوتات تحت السيطرة، حيث يتم تزويدها بخوارزميات تمنعها من الخروج عن التعليمات المحددة.

هذه الخطوات تأتي في إطار رؤية ماسك للحفاظ على “تحكم آمن” في الروبوتات، مما يتضمن تزويدها بنظام توقف تلقائي يعمل في حال تعرضها لأي خلل.

تأثير الروبوتات على سوق العمل

كما كان الحال في “I, Robot”، هناك مخاوف من تأثير الروبوتات المتطورة على سوق العمل التقليدي، إذ يخشى البعض من إمكانية استبدال الروبوتات للوظائف البشرية، خاصة في القطاعات التي تتطلب أعمالاً بدنية أو روتينية. ماسك يرى أن الروبوتات ليست بديلاً للبشر، بل أداة لزيادة الإنتاجية وتحسين نوعية الحياة، متوقعًا أن تؤدي هذه التقنية إلى تحول في طبيعة العمل نحو مهام أكثر إبداعية تتطلب تدخلًا بشريًا.

مستقبل الروبوتات والتكنولوجيا

رؤية إيلون ماسك تتجاوز مجرد إنتاج روبوتات لأداء المهام المنزلية أو الصناعية؛ فهو يتطلع إلى بناء نظام عالمي من الروبوتات الذكية القادرة على العمل في مختلف القطاعات، من الخدمات اللوجستية إلى الرعاية الصحية. في المستقبل، يمكن أن تساعد الروبوتات في إجراء العمليات الجراحية أو العمل في بيئات خطرة لا يمكن للبشر الوصول إليها، ما سيغير شكل الحضارة.

تحديات وإمكانات

رغم كل التفاؤل، لا يخلو هذا المشروع من التحديات، خصوصًا فيما يتعلق بالتحكم في الذكاء الاصطناعي المتطور والتغلب على المخاوف الأخلاقية والقانونية. كما أن الوصول إلى مرحلة يمكن فيها للروبوتات التفاعل مع البشر بشكل طبيعي يتطلب جهودًا جبارة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والشبكات العصبية.

إيلون ماسك يأخذ خطوات جريئة نحو مستقبل تكنولوجي قد يبدو مأخوذًا من أفلام الخيال العلمي، ولكن بأدوات وإمكانات تجعله قابلاً للتحقيق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى