
يزور المبعوث الأمريكي الخاص لوقف إطلاق النار في غزة، ستيف ويتكوف، إسرائيل حاليًا، في إطار جولة دبلوماسية مهمة تستهدف تثبيت هدنة طويلة الأمد بين إسرائيل وحركة حماس، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر “مؤسسة غزة الإنسانية” المثيرة للجدل.
تفاصيل جولة ويتكوف
تأتي زيارة ويتكوف إلى إسرائيل بعد اجتماعات عقدها في أوروبا الأسبوع الماضي مع مسؤولين دوليين لبحث سبل تنفيذ وقف إطلاق النار، وتفعيل اتفاق يسمح بفتح ممرات آمنة لتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وإطلاق سراح الأسرى لدى الجانبين.
من المتوقع أن يتوجه ويتكوف عقب زيارته لإسرائيل إلى العاصمة القطرية الدوحة، حيث سيتم توقيع الاتفاق النهائي بين إسرائيل وحماس، في ظل تفاؤل أمريكي حذر بإمكانية التوصل إلى صيغة تضمن الحد الأدنى من الهدوء والاستقرار.
مؤسسة غزة الإنسانية.. آلية مثيرة للجدل
في قلب الاتفاق الإنساني المرتقب تقف “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF)، وهي مؤسسة تم تأسيسها في فبراير 2025 في جنيف، بدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل، بهدف توفير المساعدات لسكان غزة دون سيطرة مباشرة من حركة حماس أو الأمم المتحدة.
وقد أثارت المؤسسة منذ نشأتها موجة من الانتقادات الواسعة، حيث رفضت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية دولية التعاون معها، واعتبرتها جهات عدة بأنها قد تفتح الباب أمام عسكرة أو تسييس عمليات الإغاثة، وتثير مخاوف حول حياديتها ونزاهتها.

تحديات على الأرض واستقالة المدير التنفيذي
بدأت مؤسسة غزة الإنسانية عمليات توزيع المساعدات في أواخر مايو 2025، لكن سرعان ما اصطدمت بتحديات أمنية خطيرة، حيث شهدت مراكز التوزيع حوادث إطلاق نار مؤسفة أدت إلى وقوع عشرات الضحايا بين المدنيين.
وفي خطوة صادمة، أعلن المدير التنفيذي للمؤسسة، جيك وود، استقالته في 26 مايو، مؤكدًا أنه لا يمكنه مواصلة العمل في ظل تعارض توجهات المؤسسة مع المبادئ الإنسانية الأساسية.
تأثير زيارة ويتكوف على مستقبل غزة
تعتبر زيارة ويتكوف الحالية محطة فارقة، خاصة مع إمكانية زيارته لمواقع توزيع مؤسسة غزة الإنسانية لتقييم الوضع على الأرض، ويتطلع المجتمع الدولي لمعرفة مدى قدرة الإدارة الأمريكية على احتواء الأزمة الإنسانية والسياسية في غزة، في وقت يترقب فيه الجميع نتائج المفاوضات والاتفاق النهائي بين إسرائيل وحماس.
يبقى السؤال الأهم: هل تنجح جهود ويتكوف في تثبيت هدنة مستدامة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل آمن لسكان غزة، أم أن التعقيدات السياسية والأمنية ستظل عائقًا أمام تحقيق الاستقرار المنشود؟