
كشفت إيران رسميًا عن معلومات جديدة بشأن استراتيجيتها العسكرية ومعطيات تتعلق بصواريخ الجيل الجديد، في أعقاب الحرب الأخيرة مع إسرائيل، يأتي وسط محاولات لتعزيز قوة الردع مقابل الضغوط والضربات التي تلقّاها النظام خلال المواجهة العسكرية.
هذا التصعيد يمتد إلى ما بعد الإعلان، حيث تركز إيران الآن على تحسين دقتها واختراق وسائل الدفاع الجوي المحتملة، مع حرصها على إيصال رسالة استراتيجية لمنطقتي الخليج والشرق الأوسط.
ماذا كشفت إيران؟
بحسب ما ورد، فإن طهران صرحت بأنها امتلكت تقنيات صاروخية متقدمة، أدخلت حيز الاستخدام بعد الحرب مع إسرائيل، في محاولة لتعويض نقاط الضعف التي ظهرت خلال المواجهة، خاصة في دقة الإصابات ومدى الأهداف.
-
الإعلان جاء بعد حرب دامية استمرت زهاء 12 يومًا، والتي شهدت ضربات إسرائيلية استهدفت منشآت عسكرية ونووية إيرانية، ما كشف عن قصور في أنظمة الدفاع الإيرانية.
-
وزارة الدفاع الإيرانية أكّدت أن الصواريخ التي استخدمت سابقًا لم تكن من الجيل الجديد، ما يُشير إلى ترسانة أحدث قادرة على تجاوز الأنظمة الدفاعية.
-
التمرين البحري “Sustainable Power 1404” في خليج عمان والمحيط الهندي، كان رسائل للقوة البحرية والدفاع عن الممرات الحيوية.
لماذا الإعلان الآن؟
-
تعزيز الردع داخليًا وخارجيًا: الإعلان يرسل إشارة إلى الجمهور الإيراني عن تحسن قدرات الرد، وكذلك إلى الأطراف الإقليمية والدولية أن إيران لا تزال فاعلة ومصممة.
-
رد على انتقاد داخلي وخسائر استراتيجية: الإصابات العسكرية والاقتصادية التي واجهها النظام، دفعت نحو إظهار أن الجيل الجديد من الأسلحة يساوي رتبة دفاعية جديدة للأمة الإيرانية.
-
رسالة للصين كحليف محتمل: تقارير إعلامية غربية تشير إلى تنسيق عسكري متصاعد بين إيران والصين في مجال الصواريخ، خصوصًا بعد تراجع الدعم الروسي
تحليل تطورات التسلح الإيراني
1. قدرات الصواريخ الحالية والمستقبلية
-
صواريخ Fattah‑1 تعتبر ضمن الفئة المتوسطة المدى، وتدعي إيران أنها تفوق سرعة الصوت وتصنف كمقلدة للهجوم الفوق صوتي، لكنها اصطدمت بنقد بشأن فعاليتها الحقيقية.
-
صاروخ Qassem Bassir الجديد، والذي كشف عنه في مايو 2025، يضم توجهًا بصريًا (Electro‑Optical Guidance)، مدى يصل إلى نحو 1,200 كم وسرعة إعادة دخول تبلغ Mach 11، ما يجعله تهديدًا استراتيجيًا لمناطق داخل إسرائيل وربما ما بعدها.
2. أدوات ذكية وتكتيك عسكري
-
إيران تستفيد من طائرات بدون طيار متطورة، مثل Qods Mohajer‑10، تمتلك مدى يصل إلى 2,000 كم، وقدرة على التحليق 24 ساعة، وتحمل ذخيرة إلكترونية وهجومية متقدمة.
3. ضغوط استخباراتية ورقابة داخلية
-
حملة الاعتقالات داخل صفوف الحرس الثوري بعد تسريبات إسرائيلية، تظهر أن إيران تتعرض لضغط استخباراتي عميق، وأي تطوير جديد موجه لتغطية هذا الضعف.
-
وفي المقابل، إسرائيل نفذت عمليات سرية باستخدام طائرات بدون طيار تابعة للموساد لاستهداف صواريخ إيرانية من داخل إيران، بالتزامن مع غارات جوية مركزة
إشكاليات وتحديات في المستقبل القريب
-
الصواريخ الإيرانية الجديدة ليست خالية من النقد: Fattah‑1 وصفت بأنها “صاروخ فوق الصوت” فقط، وليس فعليًا فائق السرعة المراوغ كما تسدد.
-
الاعتماد على الصين في دعم البنية التحتية الصاروخية يثير القلق لدى واشنطن وتل أبيب، ويدعم فرض قيود دولية جديدة.
-
التصعيد المتبادل قد يؤدي إلى حرب تصعيدية أوسع في الشرق الأوسط، وشرق المتوسط، خصوصًا إذا فرضت عقوبات أممية جديدة
ما هو القادم؟
-
من المرجح أن نشهد تحفيز إيران للاستثمار في الصناعات الدقيقة والتحكم بالتوجيه بالليزر أو الترددات الصوتية، مما يجعل أنظمتها أقل اعتمادًا على الأقمار الصناعية.
-
إسرائيل، من جهتها، تطور منظومات مثل “Iron Beam” بالليزر لصد هجمات من الطائرات المسيرة والصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى.
-
ديبلوماسيا، قد يعيد التوتر الإيراني الإسرائيلي رسم خرائط التحالفات الإقليمية، خصوصًا مع تطورات في اليمن وبدء التفاوض الأمريكي–الإيراني من جديد.