العرب والعالم

عاجل: واشنطن خطة لترحيل الفلسطينيين.. هل تقبل مصر والأردن؟

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً على المستوى الدولي والإقليمي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة تهدف إلى إعادة توطين الفلسطينيين من قطاع غزة بشكل مؤقت في دول مجاورة، وعلى رأسها الأردن ومصر، جاء هذا الإعلان خلال مؤتمر صحفي عقده ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث أكد أن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة وتحويله إلى منطقة سياحية واقتصادية مزدهرة.

ترامب وصف غزة بأنها “منطقة غير قابلة للحياة” بسبب الدمار الذي خلفته الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحماس، والتي استمرت لأكثر من 15 شهراً، وأشار إلى أن إعادة إعمار غزة ستتطلب سنوات عديدة، وأنه من الأفضل للفلسطينيين الانتقال مؤقتاً إلى دول مجاورة حتى يتم إعادة بناء وطنهم.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله في القاهرة.

تفاصيل الخطة: ما الذي تتضمنه؟

الخطة التي اقترحها ترامب تعتمد على عدة محاور رئيسية:

  1. إعادة توطين الفلسطينيين مؤقتاً: يتوقع ترامب من الأردن ومصر استقبال الفلسطينيين من غزة بشكل مؤقت، حتى يتم إعادة بناء القطاع، وأكد أن الولايات المتحدة لن تمول عملية إعادة الإعمار، بل ستسعى لتأمين التمويل من دول المنطقة والجهات الدولية.
  2. السيطرة الأمريكية على غزة: اقترح ترامب أن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة، وتحويله إلى منطقة سياحية واقتصادية، وصفها بـ”ريفييرا الشرق الأوسط”، وأكد أن هذه الخطوة ستسهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة.
  3. إزالة حكم حماس: أكد ترامب أن جزءاً من خطته يتضمن القضاء على حكم حركة حماس في غزة، والتي وصفها بأنها “عقبة أمام السلام”، وأشار إلى أن إزالة حماس ستكون خطوة أساسية لتحقيق السلام الدائم في المنطقة.

ردود الفعل الدولية والإقليمية

خطة ترامب لم تلقَ ترحيباً من الدول العربية والجهات الدولية، بل واجهت انتقادات حادة:

  1. رفض مصر والأردن: أعلنت مصر والأردن رفضهما القاطع لفكرة استقبال الفلسطينيين بشكل مؤقت، وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن “نقل الشعب الفلسطيني من مكانه ظلم لا يمكن المشاركة فيه”، بينما أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن “الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين”.
  2. انتقادات دولية: وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أي محاولة لتهجير الفلسطينيين بأنها “تطهير عرقي”، كما أعلنت الاتحاد الأوروبي ودول عربية أخرى رفضها لأي خطوة تهدف إلى تغيير الوضع الديموغرافي في المنطقة.
  3. ردود فعل فلسطينية: رفضت حركة حماس الخطة ووصفتها بأنها “عنصرية واستفزازية”، وأكدت أن الشعب الفلسطيني لن يترك أرضه، وأن أي محاولة لتهجيره ستواجه بمقاومة شرسة.

التحديات القانونية والإنسانية

خطة ترامب تواجه تحديات قانونية وإنسانية كبيرة:

  1. انتهاك القانون الدولي: أي محاولة لتهجير السكان بالقوة تعتبر انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وخاصة اتفاقيات جنيف التي تحظر التهجير القسري للسكان، وقد حذرت منظمات حقوقية من أن هذه الخطة قد تشكل “جريمة حرب”.
  2. التحديات الإنسانية: يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة، معظمهم من اللاجئين الذين هُجروا من ديارهم خلال النكبة عام 1948، أي محاولة لتهجيرهم مرة أخرى ستكون بمثابة صدمة إنسانية كبيرة، خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعانون منها.
  3. التأثيرات السياسية: قد تؤدي هذه الخطة إلى تفاقم التوترات في المنطقة، خاصة في ظل رفض الدول العربية لها، كما أنها قد تعقد جهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي تعتمد على حل الدولتين.

مستقبل الخطة: هل يمكن تنفيذها؟

رغم الإصرار الذي أبداه ترامب على تنفيذ خطته، إلا أن التحديات التي تواجهها تجعلها بعيدة عن الواقع:

  1. الرفض العربي: رفض مصر والأردن، وهما الدولتان الرئيسيتان اللتان تستهدفهما الخطة، يجعل تنفيذها مستحيلاً دون موافقتهما، كما أن الدول العربية الأخرى أعلنت رفضها لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين.
  2. التكلفة المالية: إعادة إعمار غزة وتوفير بدائل سكنية للفلسطينيين ستتطلب تمويلاً ضخماً، وهو ما لم تلتزم الولايات المتحدة بتوفيره، وقد أشار ترامب إلى أن التمويل سيأتي من دول المنطقة، وهو ما يبدو غير واقعي في ظل الرفض العربي للخطة.
  3. المقاومة الفلسطينية: الشعب الفلسطيني أبدى تمسكه بأرضه، وأكد أنه لن يترك غزة تحت أي ظرف، وهذا يعني أن أي محاولة لتنفيذ الخطة ستواجه بمقاومة شعبية وعسكرية.

 خطة مثيرة للجدل بآثار بعيدة المدى

خطة ترامب لإعادة توطين الفلسطينيين مؤقتاً تظل واحدة من أكثر الخطط إثارة للجدل في السنوات الأخيرة، رغم أنها تهدف إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة، إلا أن التحديات القانونية والإنسانية والسياسية التي تواجهها تجعل تنفيذها بعيد المنال، في النهاية، يبقى مستقبل هذه الخطة مرهوناً بردود الفعل الدولية والإقليمية، وقدرة الشعب الفلسطيني على الصمود في وجه أي محاولة لتهجيره من أرضه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى