
في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس، 9 يناير 2025، تعرضت مناطق في إثيوبيا لزلزالين متتاليين خلال فترة زمنية قصيرة، مما أثار قلقًا واسعًا بين السكان والسلطات المحلية.
تفاصيل الزلزالين:
- الزلزال الأول: وقع بقوة 4.9 درجة على مقياس ريختر، وكان مركزه على بُعد 23 كيلومترًا شمال مدينة آواش، وعلى عمق 10 كيلومترات تحت سطح الأرض.
- الزلزال الثاني: حدث بعد حوالي 10 دقائق من الزلزال الأول، بقوة 4.6 درجة على مقياس ريختر، بالقرب من مدينة متاهارا، وعلى نفس العمق البالغ 10 كيلومترات.
وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، لم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات أو أضرار مادية جسيمة نتيجة لهذين الزلزالين.

السياق الجيولوجي لإثيوبيا
إثيوبيا تقع في واحدة من أكثر المناطق الجيولوجية نشاطًا في العالم، وذلك بفضل موقعها ضمن الصدع الإفريقي العظيم، الذي يعتبر من أبرز الظواهر الجيولوجية في القارة الإفريقية، يمتد هذا الصدع من البحر الأحمر شمالًا وحتى موزمبيق جنوبًا، ويمر عبر عدة دول من بينها إثيوبيا، هذا التصدع هو نتيجة حركة الصفائح التكتونية الإفريقية التي تنفصل تدريجيًا عن بعضها البعض، مما يؤدي إلى تكوين الشقوق العميقة والوديان الغائرة في القشرة الأرضية.
تعد إثيوبيا من بين الدول الأكثر عرضة للنشاط الزلزالي بسبب وجودها في قلب هذا التصدع، ويتميز الصدع الإفريقي العظيم بنشاط زلزالي وبركاني مستمر، حيث يمكن أن يؤدي تحرك الصفائح التكتونية إلى زلازل متفاوتة القوة ومع ذلك، فإن الزلازل الكبيرة، التي تتجاوز قوتها 6 درجات على مقياس ريختر، تُعد نادرة نسبيًا في المنطقة، مقارنة بالمناطق الأخرى النشطة زلزاليًا مثل اليابان أو مناطق الصدع الواصل في أمريكا الشمالية.
تأثير هذا الصدع الجيولوجي يتجاوز النشاط الزلزالي إلى البراكين النشطة، حيث توجد في إثيوبيا عدة براكين نشطة مثل بركان إرتا أليه، الذي يُعتبر أحد أكثر البراكين نشاطًا في العالم، النشاط البركاني يساهم أيضًا في إعادة تشكيل تضاريس المنطقة، ما يجعلها واحدة من أكثر المناطق ديناميكية على وجه الأرض.
علاوة على ذلك، يُعتبر الصدع الإفريقي العظيم منطقة دراسة رئيسية للعلماء الجيولوجيين الذين يراقبونها لفهم كيفية انقسام القارات وتطورها الجيولوجي، من المتوقع أن يؤدي هذا التصدع إلى انقسام القارة الإفريقية في المستقبل البعيد، مما يُنتج قارة جديدة وبحارًا داخلية.
بالرغم من أن الزلازل القوية نادرة نسبيًا، إلا أن الزلازل الصغيرة والمتوسطة شائعة، وقد تكون كافية لإثارة القلق بين السكان المحليين، خاصة في المناطق الحضرية التي تفتقر إلى البنية التحتية المقاومة للزلازل، هذه الحقيقة تبرز أهمية تعزيز الوعي الجيولوجي بين السكان، إلى جانب تطوير استراتيجيات وقائية تهدف إلى تقليل مخاطر الكوارث الطبيعية الناجمة عن النشاط الزلزالي.
في المجمل، يجمع السياق الجيولوجي لإثيوبيا بين التحديات والفرص، حيث تُعتبر الزلازل والبراكين جزءًا من الحياة اليومية في المنطقة، لكنها تُقدم أيضًا فرصًا لفهم أعمق للتطور الجيولوجي للأرض.
ردود الفعل المحلية:
أعرب السكان المحليون في المناطق المتأثرة عن قلقهم من تكرار هذه الهزات الأرضية، خاصة في ظل وقوع زلازل أخرى في المنطقة خلال الفترة الأخيرة، السلطات الإثيوبية دعت المواطنين إلى الهدوء واتخاذ الاحتياطات اللازمة، وأكدت أنها تتابع الوضع عن كثب.

الاستعدادات والتدابير الوقائية:
في ظل النشاط الزلزالي المتزايد، يُنصح السكان في المناطق المعرضة للزلازل باتباع الإرشادات التالية:
- التوعية: التعرف على إجراءات السلامة الواجب اتباعها أثناء وبعد وقوع الزلازل.
- التحضير: تجهيز حقيبة طوارئ تحتوي على مستلزمات أساسية مثل الماء، الطعام، الأدوية، والمصابيح اليدوية.
- التصرف السليم: أثناء الزلزال، يُنصح بالاحتماء تحت طاولة متينة أو الوقوف في مكان آمن بعيدًا عن النوافذ والأشياء القابلة للسقوط.
الزلازل في السياق العالمي:
تعد الزلازل من أكثر الكوارث الطبيعية تدميرًا، حيث تتسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة، تختلف تأثيرات الزلازل بناءً على قوتها، عمقها، وقربها من المناطق المأهولة بالسكان لذلك، فإن فهم طبيعة الزلازل واتخاذ التدابير الوقائية المناسبة يُعد أمرًا حيويًا للتقليل من مخاطرها.
تذكرنا الزلازل التي شهدتها إثيوبيا مؤخرًا بأهمية الاستعداد والتوعية بمخاطر الكوارث الطبيعية، على الرغم من عدم وقوع خسائر كبيرة هذه المرة، إلا أن اليقظة واتخاذ التدابير الوقائية يظلان أمرين ضروريين لضمان سلامة الأفراد والمجتمعات.




