
منصة “تيك توك” أصبحت جزءاً أساسياً من حياة الملايين حول العالم، لا سيما الشباب والمراهقين، حيث أثرت بشكل كبير على عاداتهم وسلوكياتهم. لكن في الآونة الأخيرة، بدأت تتكشف حقائق مروعة عن كيفية تعامل المنصة مع المحتوى والتأثيرات السلبية على الصحة النفسية للأجيال الشابة. حيث تشير تقارير إلى أن “تيك توك” كانت على علم بالأضرار النفسية والاجتماعية التي يسببها المحتوى المنتشر على منصتها، ولكنها اختارت التغاضي عن هذه المخاطر لتحقيق مكاسب مالية.
تقارير داخلية تكشف المستور
وفقاً لتسريبات من مصادر داخلية في الشركة، ظهرت تقارير تحذر من التأثيرات السلبية المحتملة على المستخدمين، وخاصة المراهقين، منذ سنوات. هذه التقارير تضمنت أبحاثاً تشير إلى أن التعرض المستمر للمحتوى قد يؤدي إلى زيادة في معدلات الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل بين الشباب. ومع ذلك، يبدو أن “تيك توك” تجاهلت هذه التحذيرات واستمرت في الترويج لمحتوى يركز على مظاهر الجمال، الأجسام المثالية، وأسلوب الحياة الباذخ الذي يصعب على المستخدمين العاديين تحقيقه.
تأثيرات خطيرة على الصحة النفسية
أظهرت الأبحاث أن المراهقين الذين يقضون وقتاً طويلاً على تيك توك يكونون أكثر عرضة للشعور بالقلق وعدم الرضا عن النفس. يتعرض المستخدمون يومياً لمحتوى يعزز من معايير جمالية غير واقعية، مما يدفعهم إلى مقارنة أنفسهم بتلك المعايير. هذه المقارنات المستمرة تتسبب في انخفاض الثقة بالنفس وزيادة الشعور بالعجز وعدم الكفاءة، خاصة لدى الفتيات.
تضليل الجمهور والتغاضي عن الحقيقة
التقارير تشير أيضاً إلى أن الشركة قد تكون متورطة في محاولات للتقليل من أهمية المخاطر المتعلقة باستخدام منصتها. في كثير من الأحيان، كانت “تيك توك” تروج لرواية أن المنصة توفر بيئة إبداعية وآمنة للمستخدمين، متجاهلة التأثيرات النفسية السلبية التي قد تنجم عن التعرض المتكرر للمحتوى الضار. على الرغم من تحذيرات علماء النفس ومنظمات الصحة العامة، استمرت المنصة في العمل بسياساتها دون إجراء تغييرات جذرية لحماية الشباب.
ما الذي يجب فعله الآن؟
في ضوء هذه الفضيحة، ينبغي على الحكومات والهيئات التنظيمية التدخل لفرض معايير صارمة على منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة تلك التي تستهدف الشباب. كما يجب أن تقوم “تيك توك” باتخاذ خطوات فورية لحماية مستخدميها من المحتوى الضار، وذلك من خلال تعزيز سياسات المراقبة وإضافة ميزات تساعد في إدارة الوقت والاستخدام بطريقة صحية.
دعوة لحماية الأجيال القادمة
يجب أن يدرك الجميع أن تأثيرات “تيك توك” على الشباب ليست مجرد قضية تتعلق بمنصة واحدة، بل هي مشكلة مجتمعية تتطلب تضافر الجهود لمعالجتها. لابد من توعية الأهل والمربين والشباب حول مخاطر الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، ووضع ضوابط وإجراءات تساعد على حماية الصحة النفسية لجيل المستقبل.




