أخبار السعوديةالعرب والعالم

السعودية تطالب برفع فوري للعقوبات عن سوريا

في ظل التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تواجهها سوريا بعد سنوات من الحرب الأهلية المدمرة، تبرز المملكة العربية السعودية كداعم رئيسي لجهود إعادة الإعمار والاستقرار، تؤكد السعودية على أهمية رفع العقوبات الدولية المفروضة على سوريا كخطوة أساسية لتمكين الاقتصاد السوري من النهوض مرة أخرى، هذه الخطوة ليست فقط لصالح سوريا، بل هي أيضًا جزء من رؤية أوسع لتعزيز الاستقرار الإقليمي وإعادة بناء العلاقات العربية.

عناصر من قوات الأمن التابعة للحكومة السورية المشكلة حديثًا يؤمنون المنطقة في عدرا، على مشارف دمشق، سوريا.

الجهود السعودية لرفع العقوبات

أعلن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق، أن المملكة تنسق مع دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لرفع العقوبات المفروضة على سوريا وأكد أن هذه العقوبات تعيق عملية إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية، مشيرًا إلى أن الرياض تلقت إشارات إيجابية من الجهات الدولية المعنية.

وتأتي هذه الجهود في إطار دعم السعودية لسيادة سوريا واستقلالها، حيث أكد بن فرحان أن المملكة تدعم وحدة الأراضي السورية وتعمل على تعزيز استقرارها كما أشاد بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الإدارة السورية الجديدة، بما في ذلك الانفتاح على الحوار مع مختلف المكونات السياسية والاجتماعية.

تأثير العقوبات على الاقتصاد السوري

أدت العقوبات الدولية المفروضة على سوريا إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية، حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي من 60 مليار دولار قبل عام 2010 إلى أقل من 6 مليارات دولار في عام 2024 كما أدت هذه العقوبات إلى تعطيل عملية إعادة الإعمار، حيث تحتاج سوريا إلى ما يقدر بـ 300 مليار دولار لإعادة بناء البنية التحتية المدمرة.

وأشار وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إلى أن العقوبات أثرت بشكل كبير على الشعب السوري، حيث أعاقت تدفق المساعدات الإنسانية والاستثمارات الأجنبية الضرورية لإعادة الإعمار وأكد أن رفع العقوبات سيكون خطوة أساسية لتمكين الشعب السوري من تجاوز هذه المرحلة الصعبة.

دور السعودية في دعم الاقتصاد السوري

إلى جانب جهودها الدبلوماسية لرفع العقوبات، قدمت السعودية مساعدات إنسانية كبيرة لسوريا، بما في ذلك إمدادات الغذاء والرعاية الطبية كما أعلنت عن خطط طويلة الأمد لدعم الاقتصاد السوري، بما في ذلك تشجيع الاستثمارات الأجنبية وفتح قنوات جديدة للتجارة والتعاون الاقتصادي.

وأكد بن فرحان أن السعودية تعمل على تسريع وتيرة رفع العقوبات لتوفير فرص العمل ودعم البنية التحتية، مما سيسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في سوريا كما أشاد بالتعاون مع الإدارة السورية الجديدة، معربًا عن ثقته في قدرة الشعب السوري على تجاوز هذه المرحلة بنجاح.

التحديات والمستقبل

رغم الجهود الدولية لرفع العقوبات، إلا أن هناك تحديات كبيرة تواجه هذه العملية، بما في ذلك المخاوف الأمنية والسياسية المتعلقة بالإدارة السورية الجديدة ومع ذلك، تؤكد السعودية على أهمية المضي قدمًا في هذه الجهود، حيث أن رفع العقوبات سيكون خطوة أساسية لتحقيق الاستقرار في المنطقة بأكملها.

تعد الجهود السعودية لرفع العقوبات عن سوريا جزءًا من رؤية أوسع لتعزيز الاستقرار الإقليمي ودعم الاقتصادات العربية، من خلال هذه الخطوات، تسعى المملكة إلى تمكين الشعب السوري من تجاوز التحديات الاقتصادية والاجتماعية، وإعادة بناء بلدهم بعد سنوات من الدمار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى