اقتصادأخبار

20 مليار جنيه لـ مصر للطيران: تحديث الأسطول وتعزيز التنافسية

في خطوة استراتيجية تعكس دعم الدولة لقطاع الطيران المصري، منحت وزارة المالية تسهيلاً مالياً بقيمة 20 مليار جنيه لشركة مصر للطيران، الشركة القابضة المملوكة لوزارة الطيران المدني، يهدف هذا التمويل إلى دعم تحديث الأسطول الجوي للشركة، تماشياً مع خططها الطموحة لزيادة عدد طائراتها إلى 125 طائرة بحلول عام 2029، مقارنة بـ65 طائرة حالياً، يأتي هذا التسهيل في وقت تشهد فيه مصر للطيران تحولات كبيرة في سياستها التشغيلية والمالية، بما في ذلك تقليص الخسائر المتراكمة وتعزيز قدرتها التنافسية على المستوى الإقليمي والدولي.

أهداف التسهيل المالي

تمثل الـ20 مليار جنيه جزءاً من خطة تمويلية شاملة تهدف إلى دعم شركات الطيران الوطنية في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، تسعى مصر للطيران من خلال هذا التمويل إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية:

  1. تحديث الأسطول:
    تعتزم الشركة استلام 18 طائرة من طراز “بوينغ 737 ماكس 8” بنظام التأجير التمويلي، بالإضافة إلى شراء 10 طائرات “إيرباص إيه 350-900” ذات الهيكل العريض، تتميز هذه الطائرات بكفاءة عالية في استهلاك الوقود وتقنيات متقدمة تضمن راحة أكبر للركاب وتقليل الانبعاثات الكربونية.
  2. زيادة القدرة التنافسية:
    مع توسع الأسطول، ستتمكن مصر للطيران من تعزيز وجودها في الأسواق الدولية، خاصة في إفريقيا وأوروبا، تخطط الشركة لزيادة عدد رحلاتها الأسبوعية إلى 276 رحلة بحلول عام 2028، مع التركيز على تعزيز شبكة خطوطها الجوية إلى 100 وجهة بحلول عام 2030.
  3. تقليص الخسائر المالية:
    نجحت مصر للطيران في تقليص خسائرها المتراكمة من 30 مليار جنيه إلى 16 مليار جنيه بنهاية العام المالي 2023-2024، يأتي التمويل الجديد لتعزيز هذه الجهود من خلال تحسين الكفاءة التشغيلية وتقليل التكاليف.
طائرة تابعة لشركة مصر للطيران

مصادر التمويل وآلية السداد

تم تدبير التسهيل المالي من خلال قروض تجارية حصلت عليها الحكومة المصرية من بنوك ومؤسسات مالية أجنبية، وذلك في إطار موازنة العام المالي 2024-2025 ووفقاً لبروتوكول وقع مؤخراً، ستلتزم وزارة الطيران المدني برد المبلغ وفق جدول زمني محدد، مما يضمن استدامة التمويل وعدم إثقال كاهل الميزانية العامة.

تأثير التمويل على صناعة الطيران

يعكس هذا التسهيل المالي توجهات الحكومة المصرية نحو تعزيز قطاع الطيران كركيزة أساسية للاقتصاد الوطني، من المتوقع أن يسهم التمويل في:

  1. تعزيز السياحة:
    مع زيادة عدد الطائرات وتوسيع الشبكة الجوية، ستتمكن مصر من استقطاب المزيد من السياح، خاصة من الأسواق الإفريقية والأوروبية.
  2. خلق فرص عمل:
    سيؤدي توسع الأسطول وتعزيز العمليات إلى خلق فرص عمل جديدة في قطاعات الطيران والصيانة والخدمات الأرضية.
  3. تحسين الخدمات:
    ستوفر الطائرات الجديدة تجربة سفر متميزة للركاب، مما يعزز سمعة مصر للطيران كشركة طيران رائدة في المنطقة.

التحديات المستقبلية

رغم الإيجابيات الكبيرة لهذا التمويل، تواجه مصر للطيران عدة تحديات، منها:

  1. المنافسة الدولية:
    يجب على الشركة تعزيز خدماتها لتتفوق على منافسيها في المنطقة، خاصة مع تزايد عدد شركات الطيران منخفضة التكلفة.
  2. التقلبات الاقتصادية:
    قد تؤثر الأزمات الاقتصادية العالمية على قدرة الشركة على تحقيق أهدافها المالية.
  3. إدارة الديون:
    يتطلب سداد القروض التجارية إدارة مالية حكيمة لضمان عدم تراكم المزيد من الديون.

يمثل التسهيل المالي بقيمة 20 مليار جنيه خطوة استراتيجية نحو تعزيز قدرات مصر للطيران وتحقيق أهدافها الطموحة، من خلال تحديث الأسطول، تعزيز الشبكة الجوية، وتحسين الخدمات، ستتمكن الشركة من تعزيز مكانتها كواحدة من أبرز شركات الطيران في المنطقة ومع التزام الحكومة بدعم القطاع، يبدو مستقبل الطيران المدني في مصر واعداً، مما يعكس رؤية الدولة لتعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى