
يُعد البناء الأخضر أحد المحاور الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يعمل على تقليل الأضرار البيئية الناتجة عن أنشطة البناء التقليدية، وفي هذا السياق، أعلن المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء عن تنظيم مؤتمر دولي بعنوان “البناء الأخضر والتنمية المستدامة”، ليكون منصة لتبادل الأفكار والخبرات بين الخبراء المحليين والدوليين بهدف تعزيز تبني أساليب البناء الصديقة للبيئة.
أهمية البناء الأخضر
البناء الأخضر ليس مجرد تقنية حديثة؛ بل هو رؤية جديدة لتطوير قطاع البناء بما يحقق الاستدامة البيئية والاقتصادية، يهدف هذا النوع من البناء إلى:
- تقليل استهلاك الموارد الطبيعية: من خلال استخدام تقنيات توفر المياه والطاقة.
- خفض الانبعاثات الكربونية: مما يقلل من التأثير السلبي على البيئة.
- تحسين جودة الحياة: باستخدام مواد بناء آمنة وغير ضارة على صحة الإنسان.
محاور المؤتمر
يركز المؤتمر على عدة جوانب رئيسية تشمل:
- تطوير تقنيات البناء المستدام: عرض الابتكارات الجديدة في تصميم المباني باستخدام مواد قابلة لإعادة التدوير وتقنيات موفرة للطاقة.
- تشجيع الشراكات: تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لتطوير حلول مبتكرة للبناء الأخضر.
- التشريعات والسياسات: مناقشة كيفية دعم الحكومات للتحول نحو البناء المستدام من خلال القوانين والحوافز.
- تعزيز الوعي: تسليط الضوء على أهمية إدماج مفاهيم البناء الأخضر في التعليم والتدريب الهندسي.
التحديات التي تواجه البناء الأخضر
رغم الفوائد الكبيرة للبناء الأخضر، إلا أن تطبيقه يواجه تحديات عديدة، منها:
- التكلفة الأولية المرتفعة: حيث تعتبر تقنيات البناء الأخضر مكلفة مقارنة بالبناء التقليدي.
- نقص الكوادر المؤهلة: هناك حاجة لتدريب المهندسين والعاملين في قطاع البناء على استخدام هذه التقنيات.
- عدم الوعي: غياب الوعي بفوائد البناء الأخضر لدى عدد كبير من العاملين في القطاع والمستهلكين.
الحلول المقترحة
لحل هذه التحديات، ناقش المؤتمر مجموعة من الحلول تشمل:
- تقديم حوافز استثمارية: مثل تخفيض الضرائب للشركات التي تعتمد تقنيات البناء الأخضر.
- تعزيز البحث العلمي: دعم الأبحاث التي تركز على تطوير مواد وتقنيات مستدامة بتكلفة منخفضة.
- زيادة التوعية: إطلاق حملات توعوية تستهدف الجمهور وقطاع الأعمال حول أهمية البناء المستدام.
دور مصر في تعزيز البناء الأخضر
تلعب مصر دورًا مهمًا في تبني مفاهيم البناء الأخضر، خاصة مع إطلاق مشروعات وطنية كبرى مثل العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين، تسعى هذه المشروعات إلى تحقيق التوازن بين التطور العمراني والحفاظ على البيئة، مما يجعلها نموذجًا يحتذى به في المنطقة.
نماذج عالمية ملهمة
قدم المؤتمر أمثلة ناجحة من دول أخرى في تطبيق البناء الأخضر، مثل الأبراج الذكية في سنغافورة والمجمعات السكنية في السويد التي تعتمد بالكامل على الطاقة الشمسية.
أهداف المؤتمر
- تعزيز التعاون الدولي في مجال البناء المستدام.
- نشر أحدث التقنيات والتجارب الناجحة في هذا المجال.
- وضع خريطة طريق لتحويل التحديات إلى فرص للتطوير.
المؤتمر الدولي حول البناء الأخضر والتنمية المستدامة يمثل خطوة هامة نحو مستقبل أكثر استدامة، من خلال تعزيز التعاون بين مختلف الأطراف المعنية واعتماد أحدث التقنيات، يمكن أن يُحدث هذا المؤتمر تحولًا حقيقيًا في قطاع البناء، ليس فقط في مصر، بل على مستوى العالم.
البناء الأخضر ليس رفاهية بل ضرورة ملحة لتحقيق التنمية المستدامة وحماية كوكبنا للأجيال القادمة.




