
المنتدى الدولي للأمن السيبراني 2024: نحو تعزيز العمل المشترك في الفضاء السيبراني
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيّده الله – ينطلق المنتدى الدولي للأمن السيبراني في نسخته الرابعة، وذلك في مدينة الرياض يوم الأربعاء الموافق 2 أكتوبر. يُعد هذا المنتدى منصة عالمية تجمع بين صناع القرار والخبراء في مجالات الأمن السيبراني، وتنظمه الهيئة الوطنية للأمن السيبراني تحت شعار: “تعظيم العمل المشترك في الفضاء السيبراني”.
أهداف المنتدى
يهدف المنتدى إلى تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات المتزايدة في الفضاء السيبراني، حيث يُشكل التهديدات السيبرانية خطرًا متناميًا على الاقتصادات والمجتمعات. من خلال المنتدى، تسعى المملكة إلى تأكيد ريادتها في مجال الأمن السيبراني ودورها الفاعل في تشكيل سياسات دولية تعزز من التعاون السيبراني وتساعد في حماية الأفراد والأنظمة من التهديدات المتعددة.
تجمع النسخة الحالية نخبة من الخبراء وصناع القرار من أكثر من 120 دولة لمناقشة القضايا الملحة التي تواجه العالم السيبراني اليوم، بهدف تعزيز التعاون الدولي وتطوير حلول مبتكرة لحماية الفضاء الرقمي.
أبرز المشاركين
على مدى يومي 2 و3 أكتوبر، سيشارك في المنتدى عدد من الشخصيات البارزة في مجال الأمن السيبراني، بما في ذلك رؤساء الدول، والمديرين التنفيذيين لأكبر الشركات العالمية، بالإضافة إلى مسؤولين حكوميين وأكاديميين من مختلف الدول. المنتدى يشكل فرصة للتواصل بين المشاركين من مختلف القطاعات لمناقشة القضايا العالمية المتعلقة بالأمن السيبراني وتبادل الخبرات والرؤى حول كيفية مواجهة التحديات الجديدة.
قمة عالمية لحماية الطفل في الفضاء السيبراني
من بين أبرز الفعاليات التي سيشهدها المنتدى هذا العام هي القمة العالمية لحماية الطفل في الفضاء السيبراني، وهي الأولى من نوعها على مستوى العالم. تنظمها الهيئة الوطنية للأمن السيبراني بالتعاون مع عدد من المؤسسات العالمية مثل الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF)، وبمشاركة القطاع الخاص والمنظمات غير الربحية.
تهدف هذه القمة إلى تسليط الضوء على المخاطر المتزايدة التي يواجهها الأطفال في الفضاء السيبراني، ورفع مستوى الوعي العالمي حول كيفية حمايتهم. تأتي هذه المبادرة اتساقاً مع أهداف المبادرة العالمية لحماية الطفل في الفضاء السيبراني التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – لزيادة الوعي حول التهديدات المتنامية التي يواجهها الأطفال عبر الإنترنت والعمل على إيجاد حلول مشتركة لحمايتهم.
محاور المنتدى
تركز النسخة الحالية من المنتدى على خمسة محاور رئيسة تسلط الضوء على القضايا الجوهرية في مجال الأمن السيبراني:
- تجاوز التباينات السيبرانية: يهدف هذا المحور إلى تعزيز الثقة بين الدول والمؤسسات لتحقيق تعاون فعال في مجال الأمن السيبراني على مستوى دولي، وذلك لتخطي الفجوات التقنية والمعرفية.
- السلوكية السيبرانية والبنية الاجتماعية: يناقش هذا المحور كيفية تعزيز السلوكيات الإيجابية في الفضاء السيبراني، وبناء مجتمع سيبراني متكامل يسهم في دفع عجلة التنمية وتقليص الفجوات الاجتماعية بين الدول.
- اقتصاد سيبراني مزدهر: يتناول المنتدى في هذا المحور إسهامات الأمن السيبراني في تعزيز الاقتصاد العالمي، وفتح أسواق جديدة في هذا القطاع الحيوي المتنامي.
- آفاق سيبرانية جديدة: يركز هذا المحور على التكنولوجيا الصاعدة ودورها في تعزيز الابتكار وتحقيق التقدم في مختلف المجالات المرتبطة بالأمن السيبراني.
- الاندماج الاجتماعي في الفضاء السيبراني: يهدف هذا المحور إلى تعزيز انخراط المجتمعات المختلفة في الفضاء السيبراني وتوجيهه نحو دفع التنمية وسد الفجوات بين الدول والمؤسسات.
تعزيز الأمن السيبراني على المستوى الدولي
من خلال المنتدى، تؤكد المملكة العربية السعودية على أهمية الأمن السيبراني كعنصر رئيسي في حماية الدول والشركات والأفراد. فقد أصبح الأمن السيبراني اليوم ضرورة أساسية لمواجهة التحديات الرقمية التي تواجهنا. ومن خلال المنتدى، تسعى المملكة إلى تعزيز التعاون الدولي في هذا المجال من خلال إشراك الجهات الحكومية والخاصة، والمنظمات غير الحكومية والأكاديميين في وضع سياسات واتفاقيات مشتركة تضمن أمن الفضاء السيبراني للجميع.
كما يأتي المنتدى كجزء من رؤية المملكة 2030 لتعزيز مكانتها كقوة دولية في مجال التكنولوجيا والأمن السيبراني. ومن خلال استضافة هذا الحدث العالمي، تسعى السعودية إلى تعزيز دورها الريادي في وضع السياسات العالمية لمكافحة الجرائم السيبرانية وحماية الفضاء الرقمي.
استمرارية المنتدى وأهدافه المستقبلية
يأتي انعقاد النسخة الرابعة من المنتدى الدولي للأمن السيبراني بعد نجاح النسخ السابقة التي أسست لأسس قوية من التعاون الدولي في مجال الأمن السيبراني. تسعى النسخة الحالية إلى البناء على هذه النجاحات وتوسيع دائرة التعاون الدولي من خلال إشراك المزيد من الدول والمؤسسات، وذلك لتحقيق رؤية شاملة تضمن الحماية السيبرانية على مستوى عالمي.
ومع استمرار التطور التكنولوجي والتحديات المتزايدة التي تفرضها التكنولوجيا الحديثة، يظل المنتدى الدولي للأمن السيبراني منصة هامة تجمع بين الخبراء وصناع القرار لوضع حلول مستدامة تسهم في تعزيز أمن العالم السيبراني.
في ختام المنتدى، من المتوقع أن تصدر توصيات هامة تتعلق بتعزيز التعاون الدولي في مجال الأمن السيبراني، وكذلك وضع أسس جديدة لحماية الفضاء السيبراني وتعزيز الابتكار في هذا المجال.