
شهدت محافظة الإسكندرية المصرية حادثة هزت جميع الأوساط في المحافظة، خاصة الرياضية، بعدما تكشفت التفاصيل الكاملة لوفاة بطلة نادي سموحة في الجودو دينا علاء.
وفقًا للتحريات الأمنية وتقارير وسائل الإعلام المحلية، عثر على جثمان اللاعبة داخل شقتها في منطقة سموحة بمحافظة الإسكندرية، مصابة بثلاث طلقات نارية، إلى جوارها وجد زوجها مصابًا بطلق ناري بعد أن حاول الانتحار، فيما كان طفلاهما داخل المنزل وقت وقوع الحادثة.
تشير التحقيقات إلى أن مشادة كلامية حادة نشبت بين الزوجين، حاول خلالها الزوج توجيه السلاح نحو الطفلين، فتصدت له دينا بكل شجاعة، لكن الحادث انتهى بإطلاق النار عليها ثم على نفسه، لتبقى الحادثة مثالًا مأساويًا على خطورة الخلافات الأسرية حين تمتزج بالعنف والسلاح.
من هي دينا علاء؟
ولدت دينا علاء في الإسكندرية، والتحقت بصفوف نادي سموحة الرياضي مبكرًا حيث برزت موهبتها في رياضة الجودو.
-
حققت بطولات محلية على مستوى الجمهورية.
-
مثلت النادي في مسابقات كبرى، وكانت على أعتاب الانضمام لمنتخب مصر للشباب.
-
اعتبرها مدربوها “واحدة من أكثر اللاعبات انضباطًا وإصرارًا”.
بجانب حياتها الرياضية، كانت دينا زوجةً وأمًا لطفلين صغيرين، وهو ما جعل الحادثة أكثر قسوة على الوسط الرياضي والجمهور.
نادي سموحة ينعى ببالغ الحزن
أصدر نادي سموحة بيانًا رسميًا نعى فيه اللاعبة الراحلة دينا علاء، مؤكدًا أنها كانت من أبرز نجمات فرق الجودو وأن النادي فقد “إحدى بناته المخلصات”.
كما أبدى النادي تضامنه الكامل مع أسرة الضحية، مطالبًا الجهات المعنية بسن قوانين أكثر صرامة للحد من جرائم العنف الأسري التي باتت تهدد النسيج المجتمعي.
العنف الأسري في مصر: أرقام ودلالات
تشير إحصاءات المجلس القومي للمرأة إلى أن نسبة كبيرة من النساء المصريات يتعرضن لشكل من أشكال العنف الأسري، سواء كان نفسيًا أو جسديًا.
-
تقارير دولية تقدر أن نحو 30% من النساء عالميًا تعرضن للعنف من شريك حياتهن.
-
في مصر، تزايدت قضايا العنف الأسري خلال السنوات الأخيرة، وأصبحت بعض الحالات تنتهي بمآسي مشابهة لحادثة دينا علاء.
هذا يدق ناقوس الخطر حول ضرورة تكثيف الجهود الحكومية والمجتمعية لمواجهة الظاهرة عبر التشريعات والتوعية.
رحلت دينا علاء بشكل مأساوي، لكن قصتها يجب أن تبقى في ذاكرة المجتمع درسًا مؤلمًا وضروريًا، لقد كانت بطلة على البساط الرياضي، وامرأة شجاعة في مواجهة الخطر لحماية طفليها، مأساة رحيلها ليست حادثًا عابرًا، بل صرخة ضد العنف الأسري ورسالة بأن الرياضة والمجتمع معًا يجب أن يتحملا مسؤولية حماية النساء والأطفال.
ستظل دينا علاء رمزًا للبطلة التي دفعت حياتها ثمنًا للشجاعة، وستبقى سيرتها شاهدًا على أن قضية العنف الأسري ليست قضية فردية، بل مسؤولية وطن بأكمله.




