
في تطور جديد يثير الجدل، أعلنت السلطات المصرية عن إغلاق شركة “بلبن” بسبب اتهامات بالتهرب من سداد ضرائب بقيمة 135 مليون جنيه مصري، هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها العلامة التجارية المشهورة مشكلات قانونية في مصر، لكنها بالتأكيد الأكثر خطورة، حيث قد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في سياسة الضرائب للشركات الأجنبية العاملة في السوق المصري.
1. تفاصيل إغلاق “بلبن” في مصر بسبب التهرب الضريبي
القرار الرسمي من الجهات المصرية
أصدرت الهيئة العامة للضرائب المصرية قرارًا بإغلاق فروع شركة “بلبن” في مصر بعد اكتشاف ثغرات ضريبية في سجلاتها المالية وفقًا للبيانات الرسمية، فإن الشركة لم تدفع مستحقات ضريبية تقدر بـ 135 مليون جنيه مصري على مدى السنوات الثلاث الماضية.
وقد أكد مصدر مسئول أن التحقيقات كشفت عن وجود تلاعب في الفواتير والإبلاغ عن إيرادات أقل من الحقيقية، مما أدى إلى خسارة كبيرة في إيرادات الدولة، يأتي هذا الإجراء في إطار حملة أوسع تشنها الحكومة المصرية لضبط التهرب الضريبي، خاصة من قبل الشركات متعددة الجنسيات.

تاريخ المشكلات الضريبية لـ “بلبن” في مصر
ليست هذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها “بلبن” اتهامات بالتهرب الضريبي، ففي عام 2022، كانت هناك تحقيقات أولية حول عدم شفافية الإقرارات المالية للشركة، لكنها انتهت بتسوية مالية دون إغلاق.
لكن هذه المرة، يبدو أن السلطات المصرية قررت اتخاذ إجراءات صارمة، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وزيادة التركيز على تحصيل الضرائب لسد العجز في الموازنة.
2. أسباب التهرب الضريبي وتأثيره على الاقتصاد المصري
كيف قامت “بلبن” بالتهرب من الضرائب؟
كشفت التحقيقات أن الشركة استخدمت عدة أساليب غير قانونية، منها:
- 
تزوير الفواتير وإظهار مبيعات أقل من الواقع. 
- 
تحويل أرباح إلى حسابات خارجية دون الإعلان عنها. 
- 
استغلال ثغرات في التشريع الضريبي المصري للتهرب من السداد. 
تأثير التهرب الضريبي على الاقتصاد الوطني
الضرائب تمثل مصدرًا رئيسيًا لتمويل الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم، عندما تتهرب الشركات الكبرى من دفع مستحقاتها، فإن ذلك يؤدي إلى:
- 
زيادة العبء الضريبي على المواطنين والشركات الصغيرة. 
- 
تراجع الخدمات الحكومية بسبب نقص التمويل. 
- 
تشويه سمعة الاستثمار الأجنبي في مصر، مما قد يثقل كاهل الاقتصاد. 
3. ردود الأفعال على إغلاق “بلبن” في مصر
رد فعل الشركة والمساهمين
أصدرت “بلبن” بيانًا رسميًا تعبر فيه عن استغرابها للقرار، مؤكدة أنها تتعاون مع السلطات المصرية وتسعى لحل الأزمة، كما أشارت إلى أن الإغلاق قد يؤثر على آلاف الموظفين والعملاء.
من جهة أخرى، هبطت أسهم الشركة في البورصات العالمية بعد الإعلان عن القضية، مما يعكس مخاوف المستثمرين من تبعات الأزمة.
ردود فعل الجمهور والخبراء الاقتصاديين
انقسمت آراء الخبراء بين:
- 
مؤيدين للإغلاق، باعتباره رسالة قوية للشركات المتلاعبة. 
- 
معارضين، بسبب تأثيره السلبي على الاستثمار وسمعة مصر الاقتصادية. 
أما الجمهور، فقد تفاعل البعض بسخرية بسبب ارتفاع أسعار منتجات “بلبن” مقارنة بجودتها، بينما عبر آخرون عن قلقهم من فقدان وظائف العاملين بالشركة.

4. ما هي الخطوات التالية بعد إغلاق “بلبن”؟
الإجراءات القانونية المتوقعة
- 
محاكمة المسؤولين عن التهرب الضريبي. 
- 
فرض غرامات مالية كبيرة على الشركة. 
- 
إعادة تقييم سياسات الضرائب للشركات الأجنبية. 
هل سيعود “بلبن” إلى السوق المصري؟
يعتمد ذلك على مدى تعاون الشركة مع الجهات المصرية، إذا تم سداد المستحقات والالتزام بالتشريعات الجديدة، فقد تسمح السلطات بإعادة الفتح تحت مراقبة شديدة.
5. الدروس المستفادة من أزمة “بلبن” في مصر
5.1. أهمية الشفافية المالية للشركات
يجب على جميع الشركات، محلية وأجنبية، الالتزام بالقوانين الضريبية لتجنب العقوبات.
5.2. دور الرقابة الحكومية في حماية الاقتصاد
الحكومة مطالبة بتشديد الرقابة على الشركات الكبرى لضمان عدالة النظام الضريبي.
مستقبل “بلبن” والشركات الأجنبية في مصر
أزمة إغلاق “بلبن” بسبب التهرب الضريبي تضع علامة استفهام كبرى حول مصير الشركات الأجنبية في مصر، بينما تريد الحكومة تعزيز الشفافية، فإن الشركات تخشى من إجراءات قد تعيق أعمالها.
السؤال الآن: هل ستكون هذه الخطوة بداية لمرحلة جديدة من الرقابة الصارمة؟ أم أنها ستؤدي إلى هروب الاستثمارات الأجنبية؟




