
أعلن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم أن بلاده ستستضيف مؤتمراً دولياً لإعادة الإعمار والتنمية في قطاع غزة، جاء هذا الإعلان في كلمة ألقاها الرئيس عقب اجتماعات مكثفة في القاهرة، ويهدف إلى حشد الدعم الدولي لجهود إعادة إعمار القطاع بعد الدمار الواسع الذي خلفته الحرب الأخيرة.
ووفقاً للبيان الصادر عن الرئاسة المصرية، فإن المؤتمر سيعقد بالتنسيق مع الأمم المتحدة والعديد من الدول العربية والأوروبية، وسيكون هدفه الأساسي هو جمع التمويل اللازم لإعادة بناء البنية التحتية والمرافق الأساسية في غزة، وإطلاق مشاريع تنموية مستدامة.
لماذا تستضيف مصر المؤتمر؟
تأتي هذه الخطوة في إطار الدور المصري المحوري في الأزمة الفلسطينية، حيث لعبت القاهرة دور الوسيط الرئيسي في مفاوضات وقف إطلاق النار وبحسب مراقبين، فإن استضافة مصر للمؤتمر تؤكد على التزامها بدعم الشعب الفلسطيني، ووضع خارطة طريق لتحقيق الاستقرار في القطاع.
وقال مصدر دبلوماسي مصري رفيع المستوى، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن “مصر هي الأقدر على استضافة هذا المؤتمر، نظراً لعلاقاتها الوثيقة مع جميع الأطراف، وقربها الجغرافي من غزة، مما يسهل عملية تنسيق الجهود الإغاثية والإعمارية.” وأضاف المصدر أن المؤتمر لن يركز فقط على إعادة بناء ما دمرته الحرب، بل سيهدف أيضاً إلى وضع خطط لتنمية القطاع على المدى الطويل، بما في ذلك دعم القطاع الصحي، والتعليمي، والزراعي.
تحديات ومسؤوليات ضخمة
رغم الترحيب الواسع بقرار استضافة المؤتمر، إلا أن التحديات أمام نجاحه تبدو ضخمة، فتقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن تكلفة إعادة إعمار غزة قد تتجاوز عشرات المليارات من الدولارات، هذا المبلغ الهائل يتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي، وتعهداً جدياً من الدول المانحة.
كما أن هناك تحدياً آخر يتعلق بضمان وصول المساعدات المالية والعينية إلى مستحقيها، وتجنب أي بيروقراطية أو عقبات قد تعطل عملية الإعمار ومن المتوقع أن يضع المؤتمر آليات رقابة صارمة لضمان الشفافية في استخدام الأموال.
تتوالى الدعوات من المنظمات الإنسانية والخبراء بضرورة العمل الفوري لإنقاذ الوضع في غزة، الذي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم وقد ناشدت الأمم المتحدة جميع الدول بالاستجابة السريعة للمؤتمر، وتقديم التزامات مالية واضحة ومحددة.
وفي ختام كلمته، دعا الرئيس السيسي المجتمع الدولي إلى “تحويل التعاطف إلى عمل حقيقي، والمآسي إلى فرص للبناء والأمل” وتترقب الأوساط السياسية والإنسانية العالمية تحديد موعد المؤتمر وتفاصيله، على أمل أن يكون نقطة تحول حقيقية في تاريخ القطاع.